Lithograph of the Armory Square Hospital (Courtesy of National Library of Medicine)
صورة حجرية لمستشفى ارموري سكوير (من ارشيف المكتبة الطبية الوطنية)

توطئة

عندما قام ويتمان بتعديل مذكرات خلال الحروب من اجل ان يضمنه في سيرته الذاتية التي كانت بعنوان ايام الجنود، كان اهم احد اهم التغييرات التي قام بها هي تحويل احد اهم اجزاء مقدمة مذكرات خلال الحرب الى الخاتمة في ايام الجنود. عرف ويتمان حينها ما كان اليوت سيعبر عنه بعد عدة سنوات في قصيدته "ليتل غيدنغ" و التي قال فيها: "ما نسميه البداية غالبا ما يكون النهاية/و ان الوصول الى النهاية عادة يكون البداية/فالنهاية هي النقطة التي نبدأ منها". ويتمان بدأ كتابه عن الحرب الاهلية في نهاية الحرب و التي بالنسبة له بداية لكتابة كتاب عن الحرب. لكنه عرف عندما بدأ بأنه لن يكون هناك نهاية، كما قال في نهاية مقطع الحرب الاهلية في ايام الجنود "الحرب الحقيقية سوف لن تكون في الكتب" فلقد عرف ويتمان بأن هذه الحرب سوف يكتب عنها بلا نهاية (ربما لن يتفاجأ بان يجد انه في مكتبة الكونغرس ما يقدر بحوالي 75.000 كتاب عن الحرب الاهلية و هناك الكثير في طريقها للنشر) و يعرف انه ما من كتاب (حتى الكتاب الذي كتبه هو ) سوف يستطيع وصف الحرب فعلا. فالحرب-بأسبابها و معاركها و استراتيجياتها و ما سببته من رعب و احصائياتها—سوف عاد كتابتها مرات و مرات و يتم مناقشتها و الجدال فيها. فكل كتاب جديد عن الحرب يبدأ بسرد الحرب من جديد، من اجل ان يبدأ كتاب اخر مرة اخرى. (و نحن نظر حولنا الى هذه الامة التي لا تزال منقسمة، قد نسأل لو ان الحرب الاهلية قد انتهت فعلا ام انها ببساطة قد انتهت مرة تلو الاخرى بأشكال مختلفة).

ويتمان فقط يلمح عن مقصده من عبارة "الحرب الحقيقية" : فهو يتحدث عن تاريخا الداخلي و الطريقة التي عايشها من خلال "الجندي الفعلي في 1862-1865، الشمال و الجنوب، بكل طرقه و عاداته و ممارساته و لغته و ما يشتهيه و قوته و وحشيته و حماسه و مئات الانوار و الظلال في المخيم". و ما يأمل ان يحقق كتابه هو "يوفر بعض اللمحات عن تلك الحياة و لمحات عن الامور الداخلية لتلك الفترة"، حتى وهو يعرف ان هذه الخبرات "سوف لن يكون بالإمكان فهمها فعلا في المستقبل". فالحرب التي يعفرها بشكل جيد—مئات الاف المرضى و المصابين و الميتين في المستشفيات في عاصمة البلاد—هي التي سوف يتم وصفها في الكتب: "حصاد تلك المأساة موجود في تلك المستشفيات—(يبدو كما لوان اهتمان الارض في الشمال و الجنوب قد حولها الى مستشفى مركزية و كل ما عداها فهو مجرد امور ثانوية)". افضل ما نأمل ان يتم كتابته او الحديث عنه ، كما يقول ويتمان "هو بعض الرتوش و الشخبطة" و يؤكد "تخيلوا كم من الامور العسكرية و المدنية المهمة تم دفنها في طي النسيان". مثل مئات الاف من القبور للجنود—جميعهم مجهولي الهوية لانهم ماتوا بعمر مبكر قبل ان يكون لديهم هويات كاملة يمكننا ان نعرفه من خلالها—خبرات الحرب المهمة الان في القبور التي بلا هوية و التي ابدا لن نعرف عنها شيء.

في مقطع سابق من مذكرات الحرب، كان وتمان يفكر في الجروح و الامراض التي قد راها في المستشفيات خلال الحرب و بعدها: "اغلب الاصابات كانت في الذراع و القدم. لكن ايضا كان هناك مختلف الجروح في مختلف اجزاء الجسم. علي ان اقول هنا ان من بين الامراض التي انتشرت هي حما التيفوئيد و حمى المعسكرات و الاسهال و الالتهابات و الروماتيزم و الالتهاب الرئوي. مثل هذه الامراض تبدأ و تتبعها الاخريات. فهناك مرضى ضعف اعداد المصابين". بالنسبة لويتمان هذا هو الموضوع الرئيسي: الحرب عاشها الجسد و استهدفت الجسد من خلال استخدام الجسد. فقد شعر بها ويتمان في كل خلية جسده؛ فقد رأينا خلال الاسابيع السابقة كيف اثرت فيه الحرب و ما سببته له من الك جسدي. في 1891، اضاف ويتمان ملاحظة صغيرة ختامية لأوراق العشب و التي ربط فيها بين سنواته الاخيرة و سنواته خلال الحرب الاهلية: "ما نتج عن كل احداث 1862، 3، 4، 5، من خلال زيارة و الاعتناء بالمرضى و المتطوعين من كلا الجانبين" و تلك الحماسة الجسدية و العاطفية و المشاعر التي لن تعرفها الكتب لان ما تفتقده اي كتابة هو الجسد نفسه الذي شعر بكل هذه الامور والكلمات ستعبر عنها بأحرف صامته. "هل ستدرك امريكا في المستقبل—هل سيدرك هذا الاتحاد ما قد تكبده في هذه الحرب؟"

وهذا السبب الذي جعل ويتمان يكتب عن الحرب وهو ان يقدم بعض الومضات التي تشير الى الخسائر الجسدية و العاطفية التي تكبتها تلك السنوات. حتى لو ان كتبه فشلت في اعطاء صورة حقيقية عن الحرب، الا انه خلق طريقة جديدة لتمثيل الحرب وهي طريقة اثرت في تاريخ الحرب الاهلية في الدراسات الحديثة—عندما وجه اهتمامه من المعارك الى نتيجة تلك المعارك تلك الخسائر في المستشفيات، عندما تحول من الجنرالات الذين صمموا الحرب الى الجنود الذين ضحوا بأجسادهم في المعارك. كما قام ويتمان بكسر كل القيود في شعره في فترة ما قبل الحرب و جعلنا نرى الامور من وجهة نظر ديمقراطية، قام بالشيء نفسه في كتاباته عن الحرب من خلال كسر القيود التقليدية في السرد الحربي من خلال جعلنا نعرف كل ما عاناه و عايشه الجنود البسطاء من كل الامة المنقسمة، اولئك الجنود الذين اعتمى بهم و احبهم. اولئك الجنود الذين غالبا ما يتم نسيانهم بعد ان اخذوا من ارض المعركة بسبب المرض و الاصابة و الموت خلدهم كتاب ويتمان لان الحرب تركزت على المستشفيات. الاشخاص الذي لا يذكرون في الكتب—و الدمار و المأساة التي يعشونها—يذكرون في كتب ويتمان و هم اساس كتاباته عن الحرب الاهلية.

—EF

Other Available Languages

English

Français / French

"الحرب الحقيقية لا يمكن وصفها في الكتب"

خلال حرب الاتحاد الاولى كنت قد بدأت في نهاية 1962 و استمرت خلال 1863 و 64 و 65 بزيارة المرضى و المصابين في الجيش، في ارض المعركة و في المستشفيات في واشنطن وما حولها. منذ البداية احتفظت بدفتر ملاحظات من اجل ان اكتب به بالرصاص ليساعدني على تذكر الاسماء و الاحداث و ما هو مطلوب مني بشكل خاص. في تلك الدفاتر كتبت في حالات المرضى و اسماء الاشخاص و اشكالهم و ما شهدته في المعسكرات و قرب اسرتهم و ايضا قرب جثث الموتى. في هذا الكتاب معظم الصفحات هي نتاج مباشر لتلك الملاحظات. البضع منها كانت توثيق لحكايات كنت قد سمعتها و اضفت اليها ما شاهدته خلال اعتنائي بالأشخاص المشاركين في تلك القصص. لدي ربما اربعين من هذه الكتب تشكل تاريخا خاصا بتلك الاعوام عندي انا شخصيا و ترتبط بالكثير من الذكريات التي يمكن قولها او وضعها في قصيدة. اتمنى لو اني استطيع ان اقول للقارئ تلك الذكريات التي ترتبط بتلك الصفحات و القصص التي تنطوي أوراقها في الجيب و يمكن ربطها بدبوس. تركتهم عندما رميتهم خلال الحرب مبعثرات هنا و هناك تزينهم قطرات دم، مكتوبة بخط سريع في بعض الاحيان في لحظة خلال كل الاحداث المتسارعة او الهزيمة او المعركة او الاستعداد لها او الزحف نحوها. حتى هذه الايام، بعد مرور عدة سنوات لا استطيع ان اقلب تلك الاوراق الصغيرة او اخذ احدها بين يدي دون ان ارى فعلا منظر الجيش و اشعر بالمشاعر التي انتابتني و قتها و التي انسابت الي مثل نهر يتدفق امامي. كل سطر و كل جملة و كل ذكرى لها عندي تاريخ. بعضها مليء بالألم –البعض مليء بالمأساة اكثر مما كتبه الشعراء. فمنها تخرج اشكالا حياة تتنفس. تستدعيها الكلمات حتى في صمت الغرفة الفارغة التي اكتب بها ليس فقط صور الفرق العسكرية و الكتائب، يزحفون ام في المعسكر، لكن ايضا الاشباح الكثيرة لأولئك الذين دفنوا على عجالة بالجملة في ارض المعركة، او ازيحت عظامهم و نقلت الى المقابر الوطنية و خاصة في فيرجينيا و و تينيسي. (و ليس الجنود الشمالين فقط—لكن العديد ايضا من كارولاينا و جورجيا و الباما و لويزيانا و فيرجينيا—و العديد من الوجوه الجنوبية الشاحبة و التي ارى فيها رابط محبة و ثقة بيننا ويشوبها المرض و الجروح و ارى ايضا ساعات الليل وتمريض المصابين و الكلمات الودودة التي نتبادلها تأتي مع البقية و تنهي لحظات تأملي). بوضوح يذكرونني بأجنحة المستشفى بكل المشاهد التي رأيتها هناك في النهار او الليل—مشاهد ما حصل في ارض المعركة او المعسكر—الليلة التي تسبق المعركة مع العديد من الاستعدادات—حماسة و احباط اربعة اعوام في الشمال و الجنوب—الذكريات المتشنجة، (لتكن هناك كلمة او جملة مكسورة تصفهم)—فالنقاط الرئيسية قد اختفت مسبقا كما لو انها حلم قديم ومع ذلك فانها لا تزال مهمة للجنود—تلك الاوراق الممزقة التي كانت تأتي من سجون الجنوب، في ساليسبيري او اندرسونفيل، من قبل الاسرى الذي تم تبادلهم—تلامس الاجساد على ارصفة واشنطن او على سلالم مكاتب الدفع—عودة المحاربين القدامى للبيوت عند نهاية الحرب، يسيرون فرحين يوما بعد يوم قرب منزل الرئيس، فرقة تتبع الاخرى حتى اعتقدت ان الاستعراض لن ينتهي—فرقة المحاربين الجنوبيين الفارين من الجيش (الهاربين كما اسميهم)—تلك الفرقة التي لم تتأذى في ذلك الطوفان، اتذكر اني رأيت في احد زوايا المستشفى صبي ايرلندي يحتضر، و قسيس كاثوليكي و مذبح بسيط—اربعة اعوام تختصر قرون من المعاناة، صورا راقية لطوفان الحياة و الموت—منجما لا ينضب من التاريخ و الدراما و الرومانسية و حتى فلسفة القرون تأتي ساعتها—و ملهمات الشعر و الفن (حتى الشخصي منها) لمستقبل امريكا (الذي اراه سيكون اكبر و اعظم من حصار هومر لطروادة و الحروب الفرنسية لشكسبير) –و بالنظر الى الكل حسب ما اتذكره فأن شكل الرئيس لنكولن الطويل ووجه ذو الملامح الجادة و العينين الكبيرتين و البشرة البنية الغامقة و نظرة الكأبة الغريبة على محياه.

وكلما تذكرت تلك الفترة اكثر و اكثر بكل عواصفها و كل احداثها يظهر لي عزم و جدية الشعب الامريكي الذين يملكون روحا لا تقهر، بالرغم من مرونتها—ذلك الشعب البسيط الذي اظهر الاف الحالات من البطولة التي تجمعت على مر السنوات (ما من فرقة عسكرية او شركة او مجموعة رجال في الشمال او الجنوب خلال السنوات الثلاثة الماضية لا تمتلك مثل هؤلاء الابطال).

لا اعرف كيف كان الامر بالنسبة للأخرين—بالنسبة الي اهم ما في الحرب، (وما زلت اراه في مذكراتي) هو اولئك الرجال، في عربات الاسعاف في المستشفيات و حتى في القتلى على ارض المعركة. بالنسبة الي هذا يظهر الوجه الشخصي لتلك الولايات في المليونين او ثلاثة ملايين امريكي الشباب و المسنين في الشمال و الجنوب، قد تجسد في الجيوش—خاصة في ذلك الثلث او الربع من الجيوش الذي اصابته الجروح و الامراض خلال الحرب—هم اكثر اهمية من المصالح السياسية في الحرب. (وحيث ان معظم الصراع كان يعتمد على الموت و كيفية تحمل الالم و المرض. كما في لمحات المشاعر في لحظات الطوارئ و التعليقات الجانبية لبولتراك، فأننا نحصل حينها على تاريخا افضل للعالم القديم من التاريخ الرسمي المكتوب).

لن تعرف السنوات القادمة ابدا الجحيم و الخلفية المظلمة للعديد من مشاهد الحرب (ليس في المعارك الكبيرة) في حرب الانفصال؛ ومن الافضل ان هذا لن يحدث. في خضم الاحداث الحالية للجو العام فأن هناك احتمالية ان احداث تلك السنوات عرضة للنسيان. في ليلة ما قضيتها قرب مريض في المستشفى ما كان ليعيش ساعات بعدها. رأيت عيناه تبرقان و تحترقان عندما شاهد ما اصاب اخيه المستسلم من قسوة الحرب و الجثث المبتورة امامه. [اقرا في الصفحات القادمة حادثة ابرفيل—السبعة عشر الذين قتلوا و الذين تركوا على ارض المعركة. بعد موتهم ما من احد لمسهم—بعد ان تأكدوا انهم ماتوا بالفعل. تركت الجثث للمواطنين ليدفنوها كما يشاؤون].

هذه كانت الحرب. فهي لم تكن تجمعا في حفلة راقصة. فتاريخها الحقيقي سوف لن يتم كتابته ابدا، و لا يمكن حتى لاحد ان يقترب من وصف كل ما حصل فيها والمشاعر التي اثارتها. الجندي الفعلي في 1862-65 في الشمال و الجنوب بكل حالاته و شجاعته و عاداته و ممارسته و لغته و شهيته و رتبته و قوته و شراسته و وحشيته و مئات الانوار و الظلال في المعسكر—سوف لن يتم كتابتها—و ربما يجب ان لا يحدث هذا.

هذه المذكرات يمكن ان تعطي لمحات بسيطة عن تلك الحياة و ما حصل فيها خلال تلك الفترة و التي لا يمكن كتابتها في المستقبل. من اجل تحقيق هذا الهدف كان لا بد من توثيق جزء المستشفى للدراما التي استمرت من 1861-65 (مجرد اقتراح لا اكثر). من بين وجوه الدراما العديدة بكل مفاجأتها و كل تنبأتها و لحظات يأسها و الخوف من التدخل الاجنبي، و الحملات التي لا تنتهي و المعارك الدموية و الجيوش –و النفقات المالية الكبيرة التي تنصب كمياه المطر—على كل الارض و اخر ثلاثة اعوام من الصراع و نحيب النساء و الاباء و اليتامى—صور المأساة في المستشفيات—(التي تبدو كما لو ان كل الارض من الشمال و الجنوب كمستشفى كبيرة و بقية الاشياء مجرد امور جانبية)—كل هذا يشكل تاريخ الحرب الذي لم يتم كتابته—اكبر بكثير من بعض السطور و القصص التي كتبت و قيلت عنها. فكر بأهمية تلك القصص —مدنيا و عسكريا—مدفونة في طي النسيان الابدي!! لو لا مذكراتي.

خاتمة

اذا كان ما قاله ويتمان صحيح عن ان الحرب الحقيقية سوف لن تظهر في الكتب، فما الذي اذا يأتينا في الاشعار و الروايات و المقالات و التاريخ و المذكرات و الاعمال الاخرى عن الحرب منذ وقته الى الان و خلال عدة اجيال؟ مكتبة الكونغرس تعد 75.000 كتاب نشرت عن الحرب الاهلية--يعني بمعدل كتاب واحد في اليوم منذ ابوماتكس—واذا اضفنا الافلام و التلفزيون و العاب الكمبيوتر، هذا بالإضافة الى الاغاني و السمفونيات و الاوبرا فسيصبح واضحا بأنه سيكون هناك وسوف يستمر ايضا اعمالا كثيرة لا تنتهي عن تلك اللحظة التاريخية في تاريخ امريكا، كل منها يصور جانبا في الحرب، جانبا اساسيا او سطحيا، صحيحا ام خاطئا. لكن الحرب الحقيقية—فأين يمكن ايجادها اذا لم يكن في الكتب و الافلام و الموسيقى؟

في سنوات مضت، في لقاء في نايبوري للكتاب و الباحثين و الذين كانوا يصممون جامعة جديدة لاغا خان، اقترح احد الروائيين بأنه اضافة الى تجميع الكتب و الدوريات و الاوراق و الافلام و التسجيلات الصوتية و الارشيف الالكتروني، فأن المكتبة سوف تجمع و تفهرس روائح من كافة انحاء العالم، روائح طبيعية و مصنعة—عطر الورود، دخان السيارات، رائحة الصنوبر و الدخان و العرق و غيرها لبناء معرض من العطور من ابشعها الى اعطرها. طبعا الفكرة لم تتطور اكثر من مجرد رسم الامر الذي اكد ما قاله روبرت هاس: "هناك حدود للخيال". لكن ربما هذا الروائي سيحقق مشروعه في كتابه ليلهم مكتبي طموح ليقوم بأنشاء معرض لحاسة الشم. في تلك الاثناء يمكن ان يساعدنا في توضيح لماذا مجموعة الجثث التي تحلل في الارض قد انقعت ويتمان بأن الحرب الحقيقية سوف تظل صامدة ضد اي تعبير ادبي يحاول وصفها. كيف يمكننا ان نترجم رائحة العشب و رائحة الجرح الملتهب؟

من بين تأملات جيوفري هيل حول مشكلة الشر تتضمن هذه الابيات: " الفن منيع في ما يمكن عمله/ ويعزي نفسه بينما يحرتق الاطفال بنار اللهيب/ و لا يمكنني الحديث عن ما يسبب الصدمة". صدم ويتمان كمية الدماء التي سكبت في الحرب الاهلية و مدى الخسارة الشخصية و الجماعية التي تكبدتها البلاد، كل هذا كسر معنوياته. ما قد سجله في كتاباته يضمن ان الدمار في قلب التاريخ الامريكي يمكن له ان يشكل ما يعيشه الناس بشكل يومي من صدمات في حياتهم.

—CM

سؤال

كتب ويليام فوكنر بأن "الماضي لن يموت. فهو في الحقيقة ليس ماضيا". وهي طريقة اخرى لتكرار ما قاله ايليوت في النهاية هي ما نبدأ منه و ما قاله ويتمان في ان الحرب لن يتم وصفها في الحرب. كل هذا العبارات تؤكد بأننا لن نستطيع الوصول الى الماضي، الخبرة الجسدية التي شعر بها افراد ماتوا. لكننا ايضا سيكون لدينا دائما الرغبة في معايشة الماضي من خلال خيالنا الذي يجعلنا معايشة ما عايشته تلك الاجساد. غالبا ما نعايش ماضينا بهذه الطريقة ايضا –فنحن نستذكر الالم و الرعب لكن من الصعب ان نجعل هذا في الكتاب لكي يعيشه الاخرون في اجسادهم كما شعرنا به نحن (او من اجل نشعر مرة اخرى بما شعرنا به سابقا). غالبا ما يشعر الكتاب بهذا بأن "الماضي لن يموت" و اننا دائما نبدأ من النهاية. حاول ان تكتب عن حدث في الماضي جعلك تشعر بشيء عميق في اعماق جسدك و حاول ان تصف ذلك الالم الجسدي. الى اي حد تستطيع ان تجعل الكلمات تحي ما هو ميت؟

اجب عن السؤال في مربع التعليق ادناه او على صفحة ويتمان في الفيسبوك.