Part of painter Thomas Eakins's "naked series," this photo group is labeled "Old man, seven photographs."  The model bears a striking resemblance to Whitman and scholars have supported such attribution.
Part of painter Thomas Eakins's "naked series," this photo group is labeled "Old man, seven photographs."  The model bears a striking resemblance to Whitman and scholars have supported such attribution.

توطئة

في هذا المقطع يكتشف ويتمان شعور اللمس و حقيقة ان يلمس. يسمي الشاعر المعاصر كارل شابيرو هذا المقطع "احد افضل الإبداعات الشعرية"، حيث يأخذنا ويتمان الى مجموعة من الصور الحسية التي هي صريحة بطريقة اباحية و مع ذلك ايضا غامضة. يقترح ويتمان ان كل لحظة لمس "تهزنا نحو هوية جديدة"، حيث ان مستشعراتنا الحسية تستجيب للمثيرات الاستفزازية في العالم و التي تعرف على الدوام ما هيتنا و نحن نشعر بالتواصل الحسي يمر خلال شرايينا. لطالما قرأ هذا المقطع على أنه وصف للعلاقات الجسدية الحميمة. يخلق الغموض في هذا المقطع حقلا من الطاقة الجنسية فيه يمكن تخيل أي نوع من اللمسات. و عندما تتفاعل اللمسة بالكامل، تنسحب بعيدا الحواس الاخرى و نعطي انفسنا لتلامس الجسد مع الجسد. لا نستطيع ان نكون متأكدين ما هي المؤثرات المستفزة و من هو الذي يصلب اعضاءنا مثل افواه تبتلع كل تكويننا. و نشعر بأن الجسد الاخر يلامس جسدنا بالكامل و لا يختلف كثيرا عنا: هذه اللحظة روحانية و جسدية في الوقت نفسه حيث تسمح لنا اللمسة بنظرة على الوجود الانساني الذي يبدو خارج الوجود الجسدي لأنها زادت من حساسية كل قطعة من جسدنا تجاه جسد اخر. يصف هنا ويتمان كيف ان لحظة الانفعال الجنسي تخلق مشاعر من التعذيب و الانذهال كمل لو كنا نموت في قمة لحظات الحياة. يبدو كما لو كنا نتأرجح بين الصور الشعرية: فالقلب هنا يحل محل الاعضاء الجنسية و يأخذ الدماء في دورة بين القلب و الاعضاء الجنسية. و ربما هذا هو السبب وراء ازدياد ضربات القلب خلال الممارسة الجنسية. ان هذه الاثارة الجنسية تجلب الشاعر من ضياعه في محيط ضخم الى البر حيث تلتقي الارض الصلبة بمياه البحر و يواجه الجسد الانحلال حيث الوسائل الدفاعية التي نملكها للذات تتخلى عنا و تتركنا مجردين من أي وسيلة للمساعدة. و يعيش الشاعر لحظة وهو يتم السيطرة عليه. كما لو ان الجسد –الذي عادة ما يعرفنا و يحمي حدودنا و يميزنا عن غيرنا—قد خاننا الان و لصبح خائنا. و كما هن الحال في المقطع 26، عندما كان الشاعر يرى بأنه بدأ يفقد انفاسه عندما اذهلته الاوبرا، فأن الشاعر الان يشعر بان نفسه يضيق كما لو كان على وشك الموت في لحظة النشوى و مستعد لان يستسلم لاختراق جسده عندما اللمسة تهدد بفتح كل البوابات و تسمح للمؤثرات الغازية باحتواء الذات. من النادر ان نجد في اللغة رحلة حميمة مماثلة من خلال الخبرات الملامسة الجسدية.

—EF

ألمسةٌ هي ؟ هذه التي منحتني هويةً جديدة ؟
اللهب والأثير يندفعان في عروقي
وجسدي ودمي يطلقان البروق التي تصيب مااخلفَ عن نفسي
ومن كل جانب تُصلّب أطرافي
وتوتّر قلبي حتى قطراته الأخيرة
وتحرمني أفضلَ مافيَّ …
وتخلع عنّي ثيابي ، وتمسك بي من خصري العاري
مغرقةً اضطرابي بسكون ضوء الشمس والمراعي
مُبعدةً حواسي .
ترعى على أطرافي
دون اعتبارٍ لقوتي الناضبة وغضبي
إنها تأتي ببقية القطع لتُمتعَه حيناً .
ثم يتحد الجميع ، ويقفون على نشز من الأرض ، يغيظونني
الحراس يهجون مواقعهم مني
ويتركونني أعزل أمام المغيرِ
إنهم جميعاً ، آتون الى النشز ، متّحدين ضدي
لقد أسلمني الخونة .
إنني أتكلّم وحشياً ، وأفقد فطنتي …
فأنا - لاسواي - الخائن الأكبر …
لقد ذهبت بنفسي أولاً ، الى النشز …
وقد حملتني يداي الى هناك .
أيتها اللمسة الجبانة
ما الذي تصنعين ؟
إن صوتي مختنق في حنجرتي .
افتح الأبواب طوفانك !
إن هذا لكثير عليّ .
أهي لمسةٌ، إذن،؟ تقذفني إلى هويةٍ جديدةٍ!
لهبٌ وأثيرٌ يندفعان إلى شراييني،
ميلانٌ غادرٌ؛ أسعى وأزدحمُ لمساعدتهم،
دمي ولحمي يعزفان بروقاً
لصعقِ كلّ ما هو مختلفٌ عني،
وعلى كل الجوانب، ثمة محرّضون شهوانيون يوتّرون أعضائي،
يمتصون ضرعَ قلبي حتى آخر قطرة مختزنة،
يتصرّفون بكل إباحية معي، غير متعفّفين عن شيء،
فاضّين أفضلَ ما أملكُ عن قصدٍ،
فاكّين أزرار ثيابي، ممسكين بي من خصري العاري،
مضلّلين حيرتي بهدوءِ الشّمسِ والمروجِ العشبية،
قاذفين، دون ورَعٍ، حواسي الخمسة بعيداً،
مغرّرين بي في سبيلِ لمسة، يسرفون ويرعون
على حوافّ كل شبرٍ مني،
لا يقيمون اعتباراً أو يلقون بالاً
لقوتي التي تنهار أو لغضبي،
وينادون باقي القطيع ليسرحَ ويمرحَ لهنيهة،
وجميعهم يتّحدون للوقوف على فسحة ترابية
ويثيرون قلقي.
الحرّاسُ يهجرون كل جزء منّي،
يتركونني خائرَ القوى تحت رحمة سرابٍ أحمر،
جميعهم أتوا إلى الفسحة الترابية ليتعاونوا ويشهدوا ضدّي.
استسلمتُ على يد الخونة، مغمغماً دون وعي،
كأنما فقدتُ عقلي،
أنا، وليس أي شخص آخر، هو الخائن الأكبر،
أقودُ نفسي أولاً إلى الفسحة الترابية، يديّ تحملاني إلى هناك.
أنتِ، أيتها اللمسة الوغدة! ما الذي تفعلينه؟
أنفاسي محبوسة في حنجرتها،
افتحي بوابات طوفانكِ على مصراعيها،
فأنتِ أكثر مما أحتمل.

Song of Myself, Section 28 —poem read by Nadia Fayidh

خاتمة

الحراس على الارض الرئيسية الذين يشهدون على رجل وهو يعيش لحظات من جنون الشغف—من هم وما هم؟ هذه الاشكال الواضحة في مخيلة الشاعر الاباحية هذا الفوج من الارواح التي تقوده الى عاشقه او الى نفسه، هؤلاء المثيرات (في داخله و خارجه) و التي تغافل الشاعر بقبلات و لمسات تكشف عن الشاعر "و تمنحه هوية جديدة". و يذهب الشاعر في رحلة مشاعر الى جزيرة خيالية في البحر و هناك مجرد من أي مساعدة، يصبح الشاعر جميع الناس و لا احد في الوقت نفسه. اه من اللمسة... كيف تخدعنا بسهولة! و كيف نتوق للتواصل الانساني حتى مع كون الحراس يراقبون—القيود الشخصية و الجماعية التي تقف في طريق مساعدتنا. من بين كل الجمل الاستفزازية التي قالها الشاعر الروسي جوزيف برودسكي كانت في مقالته النقدية حول كونستانتين كافاي حيث ادعى بأن تسعين بالمئة من الشعر الوجداني كتب في ما بعد ممارسة الجنس—وهو ادعاء مأخوذ من خبرته الشخصية ومن قراءة خبرات اصدقاءه. (من الصعب تخيل صياغة استبيان او حتى ملأه حول عادات الكتابة عند الشعراء!) في هذا المقطع يبدو ان ويتمان يكتب حول ما بعد هذه الفترة، هذا اذا لم يكن يكتب حول ممارسته فعلا ومن هنا جاء امتزاج صور غريبة—اللحم و الدم يتحولان الى برق، و قلبه و حواسه التي ترعى على حافات الذات. بالنسبة "لأغنية نفسي" تتطلب الان انحلال الذات، اتحاد و انتشار ذراتها على حافة المياه، الارض و البحر—الموت الصغير كما يقول الفرنسيون. فلانا موجودة في كل مكان.

—CM

سؤال

هل خبرة اللمس التي يصفها ويتمان هنا محددة بشكل كافي بحيث يمكنكم الاحساس بها؟ ام هي عامة بشكل كافي بحيث يمكن ان تصف أي لحظة تلامس مع شخص اخر او شيء اخر؟ أي من الصور الشعرية الموجودة يمكن ان تكون مؤثرة و لماذا؟هل خبرة اللمس التي يصفها ويتمان هنا محددة بشكل كافي بحيث يمكنكم الاحساس بها؟ ام هي عامة بشكل كافي بحيث يمكن ان تصف أي لحظة تلامس مع شخص اخر او شيء اخر؟ أي من الصور الشعرية الموجودة يمكن ان تكون مؤثرة و لماذا؟