كفى ، كفى ، كفى لأمر ما ، صُدِمتُ امنحني وقتاً قليلاً ، بعد ارتطام رأسي وبعد هجعاتي ، وأحلامي ، وتثاؤباتي انني أكتشف نفسي على شفا خطأ صغير . امنحني وقتاً قليلاً حتي أسطيع أن أنسى الساخرين والمَهانات حتى أستطيع أن أنسى الدموع المنهمرة وضربات الهراوات والمطارق حتى أستطيع أن أنظر ، نظرة منفصلة ، الى صَلبي وتتويجي الدامي أتذكّر الآن وأستأنف المسيرة القبر الصخري يضاعف مافيه ، وأيُّ قبر آخر الجثث تنهض ، والجراح تبرأ ، والأغلال تتساقط عنّي إنني أندفع قدماً ، مزوّداً بقوة جبارة ، موكباً لاينتهي سنخترق البر وشواطئ البحر ، ونجتاز كل الحدود وسوف تكون البراعم قبعاتنا ، نماء ، آلاف السنين . أيها الطلبة ! أحييكم فلتمضوا قُدماً ! ولتستمروا في تعليق حواشيكم ولتستمرّوا في تساؤلاتكم .
كفى! كفى! كفى! لسببٍ ما، أخذتني الدهشةُ. لا تقترب! امنحني وقتاً قليلاً يتجاوز رأسي المعصوب، نومي، أحلامي، وتثاؤبي، فأنا أكتشفُ نفسي على شفا غلطةٍ اعتيادية. علّني أنسى الساخرين وإهاناتهم! علّني أنسى الدموع المنسكبة وضربات الهراوات والمطارق! علنّي أستطيع أن أنظر إلى صَلبي وتتويجي الدموي بعينٍ حيادية! أتذكّر الآن، أستأنفُ الكِسرَ الذي طالَ مكوثه، القبرُ الصخري يردّد ما أُسِرّ إليه، أو أُسرّ إلى أيّ قبر آخر، الأموات ينهضون، والجراح تشفى، وقيودي تنحلّ عني. أمشي قُدُماً، مسلّحاً بقوة عليا، في موكب جماهيري لا ينتهي، نطوّف براً وبحراً، ونجتاز كل الحدود، طقوسنا السريعة المقدّسة تعمّ الأرض بأسرها، براعمنا التي نرتديها على قبّعاتنا هي نماءُ آلافٍ من السنين. أيها التلاميذ، إني أحييكمِ، ولتمضوا قُدماً! استمرّوا بكتابة حواشيكم، واستمرّوا بطرح أسئلتكم.
Song of Myself, Section 38 —poem read by Nadia Fayidh